نشرة الأخبااااااااااااااار

نشرة الأخبار ؟؟؟ !!!

أتيت من العمل متعبا مجهدا قد بلغ التعب مني مبلغا ووصلت البيت واستقبلتني عائلتي بكل فرح وسرور وهكذا هو حالهم كل يوم حين عودتي وما إن أكلت لقيمات يقمن صلبي في هذه الحياة حتى أومأت لي قرينتي بأن هناك طلبات تنقص منزلي العامر ـــ بها وببقية أسرتي ـــ فقلت لا بأس بعد غفوة من النوم لعلي أن أنسى من خلالها تعبي ذلك اليوم ولكنها أبت إلا المضي قدما فيما تريده فقد يسقط البيت على رؤوس الجميع وحينها سأتحمل أنا وحدي تبعات هذه الأمور وأنا وحدي من سيدفع الثمن فتذكرت عرض كامب ديفيد وكيف فرط العرب في تلك الفرصة الذهبية ثم حاولوا الرجوع إليها فلم يجدوا إليها سبيلا فقلت في نفسي لن أفرط في هذا العرض من قرينتي العزيزة ولن أقع فيما وقع فيه بني جلدتي فحملت نفسي متثاقلا وفي وجهي ابتسامة مزيفة كابتسامة ممثلي السلام في عمليااااات السلام لأنال رضاها ورضاء الحلفاء داخل منزلي , على العموم ذهبت للسوق وحاولت جاهدا أن أشتري كل الذي بالورقة من غير نسيان حتى لا تطالني عقوبة قد يكون أقلها الحصار والعزلة عن الناس وتجويعي ولو كان المال مالي ونجحت في شراء كلما أرادت أسرتي ثم عدت إلى البيت فرحا مسرورا لعلي أن أنال رضاهم وقرينتي في المقدمة طبعا ودخلت وبيدي كل ما أرادوه ووضعتها وكل شئ في مكانه وهم ينظرون إلي من طرف خفي , ثم أردت أن أنام ولو قليلا من الوقت فقالوا كيف تنام وأنت لم تسمع نشرة الأخبار؟ فقلت لهم أنا مللت من الأخبار ومن الأحزان فقلبي لم يعد يتحمل شيئا فألحوا علي فقلت في نفسي ولم لا أستمع فقد تحمل الأخبار اليوم أخبارا سعيدة واستمعت من الموجز وحتى الختام ولم أجد خبرا من تلك الأخبار إلا والسيده أمريكا فيه , مقتل اثنين وستين في بغداد على يد الجنود الأمريكان ومقتل ثلاثة في البصرة ومقتل ستة في بعقوبة وووو

ثم انتقل المذيع إلى أفغانستان ومقتل تسعه من الأفغان في مسجد إثر سقوط قذيفة أمريكية بالخطأ ومقتل سبعة عشر في قندهار على يد المارينز الأمريكان وووو

ثم انتقل المذيع إلى السودان وإلى فلسطين وإلى لبنان وإلى تشاد وإلى الصومال وإلى موريتانيا وإلى كوريا الشماليه وإلى تركيا وحزب العمال ومحاولة القضاء عليه بمساعدة أمريكا وإلى سراييفو ووووووووو

ووجدت أمريكا في كل مكان من هذه الدنيا بجيوشها وجنودها وعتادها وقوتها وكل ذلك من أجل إحلال السلام في العالم !!!!!

يا سلالالالام عليك يا أمريكا !!!

هل تخيلتم أعزائي القراء خارطة العالم من غير أمريكا كيف تكون وكيف يكون العالم ؟

نعم ماذا يفعل العالم وشعوب العالم لولم تكن أمريكا بالوجود ؟

لذلك قررت أن أنتقل من قناة الأخبار إلى قنوات الأطفال لأعيش البراءة وحلم الطفولة فوجدت فيها وفجأة من غير ميعاد حملة للتضامن مع أطفال العراق جراء قصف القوات الأمريكية لمجموعة مدارس بالخطأ طبعا !!! فسحبت نفسي من تلك القناة ورأيت أن أنتقل إلى قناة رياضية لعلي أن أرتاح قليلا وفجأة أجد مباراة لكرة القدم الأمريكية التي لا أفهم قوانينها أصلا ورأيت كرة قوية عنيفة يسعى خلفها أيضا لاعبين من الكوماندز فخفت منها ومن تلك الأجسام الرهيبة وخرجت متسللا واخترت قناة وثائقية فوجدت فيها فلما وثائقيا قد وثق حرب أمريكا على الفيتنام والأخطاء العسكرية التي حدثت في تلك الحرب من السيده أمريكا وووو

أخيرا اخترت قناة للقرآن الكريم فاستوقفتني آية تلاها أحد الشيوخ وهي قول الله تبارك وتعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ...)

فقلت في نفسي أين دعاة السلام من كلام ربهم وأي سلام هذا الذي يسعون خلفه ؟ فقلت في نفسي إذا على عملية السلام السلام .

لقد عشت يوما مزعجا وأشركت أسرتي في ذلك اليوم وقررت أن

اختار لنفسي شيئا آخر وهو الخروج بأسرتي إلى البحر كي أنسى تلك الأخبار السيئة وركبت سيارتي الأميركية الصنع!!!وذهبنا وجلسنا على الشاطئ وتمتعنا بالبحر وروعته ولكن أفسدت تلك المشاهد التلفزيونية يومنا واستعدنا شريط ذلك اليوم فأصابنا غم وضيق على حال أمتنا ورجعنا إلى البيت محملين بهموم الدنيا كلها ونمنا وكانت أحلامي وأحلام أسرتي أن يتغير الحال وأن نرى أمتنا يسودها الخير والرخاء لا الفقر والعناء وأن نكون في مقدمة العالم بما نملكه من مقومات اقتصادية وجغرافية وقبل ذلك كله الثروة البشرية وأن نلحق بالركب العالمي المتزن في سياساته لا العالم المجنون الذي يبحث عن سعادته ورخاء شعوبه بدماء وأشلاء الآخرين تحت مسميات ومصطلحات هي في نهاية المطاف من إنتاجهم ونسج خيالاتهم ولقد كان في يومي ذلك أحداث أخرى لم أسقها لكم رفقا بكم وبمشاعركم التي أعتقد أنه قد نالها مانالني ونال أسرتي وكل عام وإسلامنا وعروبتنا بألف خير

ولكم من البدر أجمل تحية وأزكى سلالالالام والسلالالالالام