الفن ومفهومه

يلعب الفن دوراً رئيسياً في تشكيل أخلاقيات الشباب, ونظرتهم الى الحياة والناس, وحكمهم على الاوضاع الراهنة, والمستقبل أيضاً, وتقف السينما في مقدمة أدوات التاثير الجماهيرية, وكذلك الفن التمثيلي عموماً, وقد يكون هذا التأثير أعمق أثراً, وأبعد مدى من مناهج التربية والتعليم,بل ربما يحدث بين الاثنين نوع من التناقض أو التضاد, وذلك لغياب الخطة الشاملة الخاصة بتربية الجيل, وتوجيهه الوجهة الصحيحة, ومن ثم أصبح رجال التربية والتعليم في واد ,ورجال الفن في واد آخر, والمعروف ان الفن مزود بمغريات ومشهيات كثيرة, تجعل الاقبال عليه أكثر,والتأثر به أكبر.
هذا الحكم العام الذي نقرره لايعني اتهام الفن تماما مطلقاً, وادانته في موجات التحلل والانحراف, ففي الفن يختلط الجيد بالرديء, والمفيد بالضار ,والحقائق الصادقة بالنزهات الخادعة ويمتزج السم بالدسم..
وما اكثر الشباب والشابات الذين يأخذون مثلهم العليا من فن السينما والمسرح والتمثيل, إنهم يرون الأبطال وهم يتحركون على الشاشة او على خشبة المسرح ,وحياتهم كلها ملذات ونزوات أو مايسمونه خطأ بالحب,ويرونهم يرتدون افخر الثياب , واحلى الجواهر ,ويحققون ما يريدون ,فيظن شبابنا ان الحياة على هذه الوتيرة من السهولة واليسر والاباحية واشباع الرغبات, فيدخل في روعهم ان تلك الصورة هي الواقع, وان مايرونه حولهم خداع وظلم, ومن ثم يتمردون ويسخطون, ويبحثون عن ايسر السبل كي يحققوا تلك الاحلام الوردية التي زورقها لهم ذلك الفن الذي يمالىء عواطف الشباب ويسترضيها على حساب القيم وانبلها..
وبطبيعة الحال فإن الامر لايعني مطلقاً ان نحول الفن الى مجموعة من النصائح المباشرة او الوعظيات والخطب, فالفن تعبير غير مباشر ,وله مواصفاته وقواعده, ونحن لانطالب بهدم هذه القواعد او النيل منها, وانما نركز على المضامين الفكرية فيه, وعلى الايحاءات والتأثيرات الوجدانية التي يخلفها في نفس المتلقي, وعلى صورالاحداث المتراكمة المعقدة التي لابد ان تهدف الى شيء أعمق وأعظم, حتى ينشأ جيل جديد يدرك معنى الحرية الحقيقية, والحب النظيف, والوصول الى الاهداف النبيلة ,بالوسائل المشروعة.

حيث يبين لنا هذا عدم مفهومنا الى الفن الحقيقي و الاكثرية لهاذا النوع من الفن ...

و خسارتنا الكبرى هو الزمن و دوره بالدارجة (يا حسرة) فالان قد تغير مفهوم الفن ...

walido:012:

» الفن مع الفلسفة