المغاربة والتونسيون رفضوا دعوة زعيم القاعدة الهارب أسامة بن لادن للعنف في تسجيلين صوتيين تم بثهما الأسبوع الماضي.
رفض المغاربة والتونسيون دعوة زعيم تنظيم القاعدة الهارب أسامة بن لادن للعنف في تسجيلين صوتيين تم بثهما الأسبوع الماضي. اتهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في تسجيل أول تم بثه الأربعاء 19 مارس عبر موقع السحاب التابع للتنظيم، اتهم البابا بينيديكت السادس عشر بلعب دور في "حرب صليبية" جديدة ضد الإسلام وحذر من "رد عنيف" على الرسوم المُسيئة للرسول محمد عليه السلام في صحف دنماركية في فبراير. وفي الرسالة الثانية التي تم بثها الخميس، رفض بن لادن التفاوض والحوار ودعا المسلمين "لتحرير فلسطين" بـ"النار والحديد". وحث على الجهاد في العراق التي زعم أنها طريق لتحرير فلسطين. الطالب التونسي مكرم الحمايدي قال لمغاربية إنه شاهد ما بثته قناة الجزيرة ولكنه لم يعر أي اهتمام لما يقوله. وقال "بإمكانك أن تتخيل ما يمكن أن يقوله هذا الرجل ولن تحتاج إلى مواصلة الاستماع إليه فما يقوله سمعناه في أكثر من مناسبة ولم يتغير أي شيء فالأوضاع في العالم العربي تزداد كل يوم سوءا". وشككت الطالبة إلهام الدريدي في أن يكون المتحدث هو بن لادن "في زمن التكنولوجيا كل شيء ممكن وأنا أعتقد أن بن لادن قد مات منذ زمان ولم تبق إلا صوره يركبون عليها ما يحتاجونه من كلمات". وفي تصريح لمغاربية شدد صلاح الدين الجورشي، الخبير في الجماعات الإسلامية التونسية، على توقيت بث الرسالة الجديدة التي تزامنت مع الذكرى الخامسة للحرب في العراق. وقال الجورشي إن بن لادن يحاول حشد الدعم من أتباعه الذين يعانون "حالة تراجع وضعف" خاصة في العراق التي قال إن التنظيم الإرهابي يواجه فيها انتكاسة بعد ازدياد مشاعر مناهضة القاعدة. ويعلق الموظف التونسي مراد بن نصير على دعوة بن لادن بكل سخرية خاصة وأن التهديدات التي أطلقت تحت غطاء الدفاع على الرسول "جاءت عشية احتفال المسلمين بذكرى مولد الرسول الذي يستغله المسلمون للتأكيد على المناقب المشرفة في حياة نبيهم وليس تهديد الأبرياء بالقتل". أما رفيقه حاتم بن ميلاد فقد اعتبر أن الإصرار على إعادة نشر الرسومات المسيئة لمشاعر المسلمين ليس الهدف منها حرية التعبير وإنما فيها الكثير من الإصرار على إهانة المسلمين. أما عن بن لادن يضيف منير "فإنه بالتهديدات التي أطلقها قد أصبح حليفا للصحف الدنمركية شاء ذلك أم أبى". وبالرغم من شجب غالبية المغاربة لدعوة بن لادن للعنف فإن رسالتي الزعيم الإرهابي أثارت ردود فعل متباينة. أستاذ العلاقات الدولية محمد مهيدي قال لمغاربية إن الرسالة الأخيرة لبن لادن هي محاولة لاستغلال حساسية القضية الفلسطينية وشحذ همم المسلمين في كل أقطار العالم خلفه. وأوضح "بن لادن يستغل الفرصة لنشر رسالته لجمهور مستعد لسماعها واختار هذه اللحظة للدعوة للجهاد. ولذا فتسجيلاته قد يكون لها الوقع المرجو منها". أما عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي لحسن الداودي فيختلف عن هذا الموقف بحيث قال "لا أعتقد أن المجتمعات الإسلامية ستُعير اهتماما لما قاله بن لادن ولو أن المسلمين يتابعون الأخبار والمعلومات بشكل متواصل. ومع ذلك فجميع قادة العالم مطالبون باتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لمنع أي رد فعل من الأقلية المتأثرة بفكر التطرف. التدابير الوقائية ضرورية للتعامل مع التطرف والإرهاب". العديد من المغاربة قالوا إن استراتيجية الزعيم الإرهابي لا تساعد المسلمين. فبالنسبة لخالد الجوهري، وهو موظف في قطاع تكنولوجيا المعلومات، فإن بن لادن ارتكب خطأ كبيرا يوم 11 سبتمبر 2001 "لأن بسببه يُعامل المسلمون بشكل من الارتياب ويعانون كثيرا من الضغط بدل السماح لهم بالتمتع بحياة آمنة". وقالت كريمة الراجي الأستاذة بالتعليم الابتدائي لمغاربية "إن نشر رسومات النبي محمد كانت بمثابة إهانة وجريمة مثلما يقول بن لادن. ولكن لا أوافق معه في الانتقام بالشكل العنيف الذي دعا له. ما نحتاجه هو الحوار بقيادة مسؤولينا ومثقفينا لحل المسألة ليس العنف".